الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لوالدك أن يرغمك على فعل ما فيه معصية لله, ولا يحل لك مطاوعته في ذلك، ولكن إن أراد منك مشاركته في العمل فأطع أمره وحاول أن تقيم أمور العمل على ما يرضي الله سبحانه, فلم تتعين المعصية طريقا لتسيير الأمور وإدارة الأعمال بل هناك الكثير من الطرق المشروعة، ومن يتق الله يهده سبل الرزق الحلال ويجعل له من أمره يسرا.
فإن غلب على ظنك أنك لن تستطيع الاستقامة على أمر الله إن أنت شاركته في عمله فلا يجوز لك حينئذ مشاركته ولكن تلطف في رده والاعتذار إليه بما لا يسوؤه ولا يغضبه, وأعلمه أن سبب رفضك هو سلوكه لهذه الطرق غير المشروعة وأنه لو غيّرها إلى ما هو مشروع لوجدك له خادما مطيعا.
أما بخصوص علاقتك معه فلتكن النصيحة بالحكمة والموعظة الحسنة دون زجر ولا تعنيف, فإن استجاب لنصحك فهو الذي يرتجى, وإلا فليس عليك هداه ولكن الله يهدي من يشاء, وما دام أنه في حاجة إليك فلا تفارقه ولا تترك البيت خصوصا وأنك أكبر أبنائه، لكن إن أدى مقامك معه إلى ارتكاب المحرم فعندها يمكنك ترك البيت ولا يمنعك هذا من مصاحبته بالمعروف وبذل حقوقه كاملة من البر والصلة والإحسان.
والله أعلم.