الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الاتفاق تم على أن يكون سعر الشقة مقدراً بحسب المساحة أي أن سعر المتر المربع كذا وأخطأت الشركة في حساب المساحة، وتبين أن المساحة أكثر مما كتب في العقد، فالذي نراه أنك مخير بين أن تدفع فرق السعر أو أن ترد الشقة، وإذا رضيت الشركة بإسقاط حقها – ولم تكن الشركة مضطرة لذلك – لم يلزمك دفع فرق السعر. وهذا من قبيل خطأ البائع في الثمن، وراجع في بيان حكم ذلك فتوانا رقم: 109198.
أما إذا كان العقد على الشقة ومساحتها المعاينة فلا تستحق الشركة شيئا في مقابل الزيادة، لأن العقد تم على شقة معلومة للطرفين، والمساحة تعتبر صفة للمبيع.
قال السرخسي في المبسوط: ولو قال: أبيعك هذه الدار على أنها أقل من ألف ذراع فوجدها أقل من ذلك أو ألفا أو أكثر فالبيع جائز، لأن الذرعان في الدار صفة، والثمن بمقابلة العين لا بمقابلة الوصف فإن وجدها أزيد مما قال وصفا لا يتغير حكم البيع. انتهى.
والذي ننصحك به هو السماحة في البيع فقد روى البخاري وغيره عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قول النبي صلى الله عليه وسلم: رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى.
والله أعلم.