الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن اسم محمد لم يكن موجودا في العرب، ولم يسم به أحد منهم، ولا من غيرهم قبل زمان النبي- صلى الله عليه وسلم- كما قال القاضي عياض في الشفاء إلى أن أظلهم زمانه صلى الله عليه وسلم، وشاع أن نبيا اسمه محمد سيبعث، فسمى قوم من العرب أبناءهم بهذا الاسم رجاء أن يكون هو النبي الموعود.
قال القاضي عياض: في هذين الاسمين (محمد وأحمد ) من عجائب خصائصه وبدائع آياته فن آخر هو أن الله جل اسمه حمى أن يسمى بهما أحد قبل زمانه، أما أحمد الذى أتى في الكتب وبشرت به الأنبياء فمنع الله بحكمته أن يسمى به أحد غيره، ولا يدعى به مدعو قبله، حتى لا يدخل لبس على ضعيف القلب أو شك.
وكذلك محمد [ أيضا ] لم يسم به أحد من العرب ولا غيرهم، إلى أن شاع قبيل وجوده وميلاده أن نبيا يبعث اسمه محمد، فسمى قوم قليل من العرب أبناءهم بذلك رجاء أن يكون أحدهم هو، والله أعلم حيث يجعل رسالته.
وهؤلاء هم: محمد بن أحيحة بن الجلاح الأوسي، ومحمد بن مسلمة الأنصاري، ومحمد بن براء البكري ، ومحمد بن سفيان بن مجاشع، ومحمد بن حمران الجعفي، ومحمد بن خزاعي السلمي لا سابع لهم.
ويقال إن أول من سمى محمدا محمد بن سفيان (بن مجاشع) واليمن تقول: بل محمد بن اليحمد من الأزد.
ثم إن الله حمى كل من تسمى به أن يدعي النبوة أو يدعيها له أحد، أو يظهر عليه سبب يشكك أحدا في أمره، حتى تحققت الشيمتان له صلى الله عليه وسلم لم ينازع فيهما. اهـ
وبهذا تعلم أن عدد من تسمى بمحمد قبل ظهور الإسلام سبعة. وانظر الفتوى رقم: 23000.
والله أعلم.