الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أخطر ما في رسالتك هو ما ذكرت من تضييع زوجتك للصلاة, فهذا هو الكسر الذي لا جبران معه والعثرة التي لا مقيل لها, وإن ترك صلاة واحدة بدون عذر حتى يخرج وقتها لهو من أكبر الكبائر, بل قد ذهب كثير من أهل العلم إلى كفر من فعل هذا, وقد بينا في الفتوى رقم: 10370, طريقة التعامل مع الزوجة التي لا تصلي.
وأما امتناعها عن الإنجاب، ومخالفتها لك في غالب الأوقات، فهذا هو النشوز، وهو أيضا من الكبائر التي توجب غضب الله وسخطه، وتسقط مع ذلك حقها من نفقة ونحوها.
والذي ننصحك به في هذا المقام هو أن تتوجه لزوجتك وأن تنصحها برفق ولين، فتعلمها عظم قدر الصلاة، وأنه لاحظ في الإسلام لمن تركها، ثم انصحها في حقوقك عليها، وأعلمها أن طاعتها لك من أوجب الواجبات عليها، وأنه لا سبيل لها إلى رضوان الله والجنة إلا بذلك, ثم خوفها عاقبة النشوز والتمرد، وأن هذا يقود إلى سخط الله وغضبه، ثم إلى نار جهنم في الآخرة, بجانب ما يؤدي إليه في الدنيا من تشتت الأسر بالفراق والطلاق.
فإن أصرت على ما هي فيه، ولم يجد ذلك نفعا، فإنا ننصحك بطلاقها إذ لا خير في امرأة مضيعة لحقوق الله وحقوق زوجها, وأما ابنتك فأكثر لها من الدعاء أن يتولاها الله وأن يحفظها، ثم ابذل لها ما تقدر عليه من أسباب التربية والتعليم، وما دمت تفارق هذه المرأة لله وفي الله فلن يضيعك ربك، ولن يضيع ذريتك، فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين.
والله أعلم.