الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أن التعارف بين الشباب والفتيات أمر غير جائز؛ لما يجر من الفتن وما يترتب عليه من المفاسد والبلايا، والكلام مع الأجنبية إنما يجوز عند الحاجة المعتبرة شرعاً مع التزام الحشمة والحياء والاقتصار على قدر الحاجة، كما أن تبرير الكلام معها بأنه في أمور الخير والدين، إنما هو تلبيس من الشيطان واتباع لخطواته واغترار بتزيينه، فذلك باب فتنة، وذريعة فساد.
أما عن سؤالك، فاعلم أن الخطبة على خطبة المسلم حرام، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:... ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك. متفق عليه.
فما دامت هذه الخطبة قائمة فلا يحل لك التقدم لخطبتها، ولا يحل لك الكلام معها والاتصال بها.
فالواجب عليك التوبة إلى الله مما سبق وقطع كل علاقة بتلك الفتاة.
وأما هي فننصحها إن كان خطيبها على خلق ودين ألا تفسخ هذه الخطبة، وأن تلتزم حدود الله، أما إذا كانت لا ترغب في الزواج منه بحال، فيجوز لها أن تفسخ الخطبة دون الحاجة لذكر السبب، وحينئذ يجوز لك أن تتقدم إلى وليها لتخطبها، واعلم أن ما فيه الخير لك يعلمه الله وحده، قال تعالى:.. وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}
والله أعلم.