الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقبل الجواب ننبهك إلى أن العمل الذي يباح للمرأة أن تمارسه هو العمل الذي لا يترتب عليه أمر محرم، كالخلوة بالرجال والاختلاط بهم، والخضوع بالقول وانكشاف ما لا يجوز من الجسد، وغير ذلك مما هو سبب في الفتنة.
أما بخصوص هذا الشاب الذي تقدم لك فإن من حقه أن يشترط هذا الشرط، بل إنه لو لم يشترطه، وأراد أن يمنعك من العمل بعد الزواج، فله ذلك ما دمت لم تشترطي عليه الاستمرار في العمل.
يبقى بعد ذلك تقدير الأمور والنظر في عواقبها إليك، فإن كنت لا تقدرين على ترك العمل نظرا لحاجتك للمال لسداد ديونك وغير ذلك فلا حرج عليك إن رددت هذا الشاب أو أن تشترطي عليه الاستمرار في العمل. فإن وافق فهذا هو المطلوب، وإن لم يوافق فلك تركه وتقديم العمل.
أما إذا كنت في حاجة ماسة للزواج، وتخشين وقوعك في الحرام إن تركته، فهنا يصبح الزواج واجبا في حقك فاقبليه، ولا تعدلي به شيئا.
والله أعلم.