الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلن تحيا المرأة حياة طيبة كريمة إلا في ظل هذا الدين، الذي شرع لها أخلاقاً وآداباً ، تصون عرضها وتحفظ كرامتها، وتحمي أنوثتها من كل معاني التبذل والمهانة.
أما عن سؤالك، فإن ما ذكرته من إقامة علاقة مع هذين الشابين، و ذهابك إلى الطبيب في عيادته، كل ذلك يدل على تهاونك وعدم معرفتك بحدود الشرع في تعامل المرأة مع الرجال الأجانب، فإن الشرع لا يقر التعارف بين المرأة والرجال الأجانب ولو كان بهدف الزواج، ولا يجوز للمرأة أن تكلم رجلاً أجنبياً بغير حاجة معتبرة ، لأن ذلك من أبواب الفتن ومداخل الشيطان، وإنما المشروع أن الرجل إذا أعجبته امرأة أن يخطبها من وليها ثم تظل أجنبية عنه حتى يعقد عليها، كما أنه لا حرج على المرأة أن تعرض نفسها على من ترضى دينه وخلقه للزواج ، بضوابط مبينة في الفتوى رقم :108281.
وننبه إلى أن الخطبة والزواج إنما يكون عن طريق الولي الشرعي وليس عن طريق المرأة نفسها ، كما أنه لا يجوز للمسلم أن يخطب على خطبة أخيه ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا يخطب الرجل على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك متفق عليه.
فالواجب عليك قطع علاقتك بهذين الشابين، والتوبة إلى الله مما سبق، والحرص على تعلم أمور دينك، ومصاحبة الصالحات اللاتي يقربنك من الله، مع كثرة الذكر والدعاء، واعلمي أن معيار اختيار الزوج الذي تسعد معه المرأة في الدنيا والآخرة ، هو الدين والخلق، فمن تقدم لك من أصحاب الدين والخلق فاقبليه، سواء كان ذلك الشاب أو غيره، وننصحك بالتشاور مع أهلك في قبول من سيتقدم أو رفضه مع الاستخارة.
والله أعلم.