الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أخطأ أبوك خطأ عظيما بخيانته الأمانة التي وكل بحفظها، والله عز وجل يقول: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا {النساء:58}.
والواجب عليه التوبة النصوح من هذا الذنب, والذي ننصحك به أن تحمل عنه هذه التبعة -برا به- إن كان ذلك في مقدورك، وذلك بأن تتصدق أنت بمقدار قطعة اللحم على المستحقين مع مناصحة والدك بالتوبة إلى الله تعالى, فإن لم تعرف مقدار هذه القطعة تحديدا فالواجب الصدقة حتى تحصل لكم غلبة الظن ببراءة الذمة, هذا هو ما ننصحك به.
وأما الواجب شرعا فهو أن يضمن أبوك هذه القطعة من اللحم لأنه هو الذي أتلفها وأما أنت فلا ضمان عليك، لأنك لم تتعد ولم تفرط، وقد كنت أخبرت صديقك بأنك ستوكل أباك في توزيع قطعة اللحم فرضي بذلك فبرئت ذمتك أنت, فإن لم ترد الأخذ بالأفضل وهو: حمل تبعة الضمان عن أبيك، فالواجب عليك أن تعرفه حكم الله في المسألة وتخبره بوجوب الضمان في ذمته، فإن لم يستجب أخبرت صديقك بما حصل ليمكنه مطالبة والدك واستيفاء حق الفقراء منه، أو مسامحته في القضية.
والله أعلم.