الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الذي أمرك بالحجاب هو الله تعالى، الذي نفسك بيده وإليه معادك، والذي ترجين رحمته وتخافين عذابه، وليس والداك أو غيرهما.
وعلى هذا، فإن امتثالك للحجاب الشرعي هو مقتضى كونك أمة لله رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، وانظري الفتوى رقم: 19071.
ولا شك أن الفتن كثيرة في زماننا هذا الذي قل فيه المعين وعز فيه النصير، ولكن أجر المتمسك فيه بدينه مضاعف، وموعود بالجزاء العظيم، وانظري الفتويين: 33755، 39004.
فاصبري على ترك الشهوات في الدنيا فإن أيامها قليلة وتنقضي سريعا، ثم ينال العبد المؤمن جزاءه الأوفى: جنة عرضها السموات والأرض، وأما غيره فسيصلى نارا لا يقوى على حرها ولهبها.
واستعيني على ذلك بالله تعالى بسؤاله الصبر والتثبيت، واقرئي سير الصالحين الذين صبروا على الأذى ومعاداة قومهم حتى بلغونا الدين كما تحملوه عمن قبلهم، وأخص من ذلك سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وكذلك سائر الأنبياء الذين جاءنا خبرهم في القرآن لنتأسى بهم، كما ننصحك بالبحث عن صحبة من الأخوات المستقيمات فتسلكي نفسك في نظمهن، فإن غفلت ذكرنك وإن ذكرت أعنك، وانظري الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 10800، 1208، 59669.
واعلمي أن من أعظم وسائل الاستقامة على أمر الله الاشتغال بدعوة الآخرين للتمسك بتعاليم الإسلام، وذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، وليكن أول المنتفعين بك شقيقاتك وقرابتك من النساء، ولبلوغ هذه الغاية استفيدي من الفتاوى السابقة المنشورة عبر مركز الفتوى على موقعنا -الشبكة الإسلامية- والتي تنتظم أغلب جوانب الحياة.
هذا، وإن كنت لا تستطيعين إقامة شعائر الدين في بلاد الكفر وكان باستطاعتك الهجرة والانتقال إلى بلاد المسلمين فيجب عليك بذل كل جهد في سبيل ذلك فارة بدينك، فإن دين العبد هو رأس ماله الحقيقي، وحفاظه عليه ضرورة شرعية، وانظري الفتويين: 10043، 2007.
والله أعلم.