الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فترك المعاصي كلها واجب شرعي، فمن نذر ترك معصية، فالراجح الذي عليه جمهور أهل العلم أن النذر لا ينعقد في واجب، وعليه؛ فمن نذر ترك معصية فلا كفارة عليه. وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أنه تجب عليه كفارة يمين، وما ذهب إليه أحوط وأبرأ للذمة. كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 49954.
وأما من عاهد الله على ترك معصية ففعلها، فالواجب عليه مع التوبة كفارة يمين-على الراجح- ما دام أضاف العهد إلى الله تعالى؛ لقول الله تعالى: وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {النحل:91}
كما سبق بيانه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 7375 ، 29057 ، 15049.
وأما التوبة من المعاصي، فهي عمل قلبي في الأساس، وهي عقد العزم على ترك المعصية مستقبلا، بعد الإقلاع عنها في الحال، والندم على فعلها في الماضي. ولا يلزم من نكث التوبة إلا تجديدها والصدق في ذلك.
والله أعلم.