الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العمل في البنوك الربوية محرم بلا شك، لما فيه من الإعانة على الإثم والعدوان، وقد بيّنّا هذا في فتاوى كثيرة سابقة، وانظر الفتوى رقم: 12632، والفتوى رقم: 36212، وقد بيّنا حكم العمل في البنوك الربوية للضرورة في الفتوى رقم: 32275.
والذي ننصحك به هو أن تتقي الله عز وجل وأن تعرض عن التفكير في هذه المهن المحرمة، واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن رزق الله لا يسوقه حرص حريص، ولا يرده كراهية كاره, بل طاعة الله عز وجل وتقواه هي أعظم سبب لتحصيل الأرزاق وسعتها كما قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2، 3}.
واعلم أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه. كما يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم, فأبواب الرزق واسعة فالتمس رزق الله بطاعته.
ونختم نصيحتنا لك بهذا الحديث الذي لو أعطيته حقه من التأمل كفاك الفكر في هذا الأمر وعرفت السبيل المثلى لتحصيل الرزق فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث فى روعى أن لا تموت نفس حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا فى الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله, فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته . رواه أبو نعيم فى الحلية وصححه الألباني.
والله أعلم.