الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعبارة المذكورة جاءت في حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم روي بألفاظ مختلفة، ولم يصح الحديث باللفظ المذكور، وإنما صح بلفظ: قيدوا العلم بالكتاب، وجاءت كأثر موقوف علن بعض الصحابة كما سيأتي بيانه.
فأما اللفظ الأول الضعيف: قيدوا العلم بالكتابة. فرواه أبو نعيم في تاريخ أصبهان،وابن الجوزي في العلل المتناهية، من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وهو ضعيف مرفوعا بهذا اللفظ، ضعفه الدارقطني، وابن الجوزي، وابن عبد الهادي، وغيرهما، كما في العلل المتناهية، وهداية الإنسان لابن عبد الهادي، ذكره عنه الشيخ الألباني في الصحيحة، وساقه الذهبي في ترجمة عبد الحميد بن سليمان في ميزان الاعتدال من مناكيره.
وإنما صحت العبارة السابقة باللفظ المذكور من قول أنس بن مالك -رضي الله عنه- موقوفة عليه عند الطبراني في الكبير، والحاكم في المستدرك، وابن سعد في الطبقات، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد :رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.
وصحت – كما قال الحاكم- من قول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أيضا: رواها الدارمي، وابن أبي شيبة في المصنف، والرامهرمزي في المحدث الفاصل، والحاكم في المستدرك وصححه، وابن عبد البر في جامع بيان العلم، والبيهقي في المدخل إلى السنن الكبرى وغيرهم.
وأما اللفظ الثاني: قيدوا العلم بالكتاب فهو صحيح، وقد روي من طرق أخرى عن أنس أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: قيدوا العلم بالكتاب.رواه الخطيب في تاريخ بغداد، وفي تقييد العلم للخطيب البغدادي، وابن عبد البر في جامع بيان العلم، والرامهرمزي في المحدث الفاصل، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان، والقضاعي في مسند الشهاب وغيرهم، وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع.
ولمزيد من الفائدة فلتراجع السلسلة الصحيحة للألباني فقد تكلم فيها عن الحديث وذكر شواهد تقويه.
والله أعلم.