قوة الشيطان بضعف الإنسان، وغفلته عن الذكر

30-3-2009 | إسلام ويب

السؤال:
أنا صاحبة الفتوى رقم 118427، اليوم وصلني ردكم على رسالتي التي كنت أنتظرها من عندكم بفارغ الصبر، ولكنني أعلم أنكم مشغولون لكثرة الإقبال على موقعكم.
أنا -ولله الحمد- وباستمراري علي الرقية الشرعية، وقراءة سورة البقرة، والقيامة، بدأت حالتي تتحسن، وتلك الأحاسيس التي كانت ناحية ابني بدأت تتلاشى ولله الحمد.
ولربما، بل والأكيد أن الشيطان بدء يتلاعب بي لما مر على من الضغط النفسي الذي تعرضت له، ولكني مدركة أن ما حصل خير لي، قربني من ربي أكثر وأكثر ليعوض الإنسان جوانب النقص تجاه رب العباد. ولكن سؤالي الآن: هل مازال الشيطان يتلاعب بي ؟
الآن أصبحت خائفة جدا من بعض الأمور مثال: إذا أحسست بتعب ولو بسيط بدأ قلبي بالخفقان، وأحس وكأنه سوف يغمى علي، مع العلم أنني أجريت فحوصات شاملة وأنا -ولله الحمد- سليمة.
وأحيانا من كثرة الوسوسة أحس أنني لست في الدنيا وكأنني أريد الصراخ، ويستمر الحال معي هكذا وأنا أقاومه وأقول لنفسي: لو كان سيحدث لحدث منذ أول ما أحسست بهذه الأحاسيس منذ قرابة 3 أشهر، وأريد أن أتحدى الفكرة، ولكن أحيانا يؤلمني رأسي من كثرة التفكير، أتعوذ من الشيطان وأقرأ الرقية، وأسبح وأذكر الله فتزول تدريجيا.
هل هذه هي وسوسة الشيطان فقط أم أنني ؟؟ هل سأجن ؟ استغفر الله ؟
إذا ما هو الطريق الصحيح، هل دربي صحيح هكذا ؟
أتاني هاجس يقول لي: احرقي وسوسة الشيطان بسورة البقرة، مع أني كنت خائفة أن أقرأ ويصير لي شيء، كما يصور لي الشيطان أنني مريضة، ولكني تجاهلته وبدأت بالقراءة وأنا أطلب من الله العون لأستمر عليها يوميا .
ومرة أحسست بهاجس آخر يقول لي: وإذا نزغك نزغ من الشيطان فقولي:حسبي الله ونعم الوكيل، سبحان الله. هذا فضلا عن البرمجة العصبية التي لجأت إليها والتي أعطاني إياها أحد الاختصاصيين النفسيين ؟
سؤالي:
هل هذه الوساوس من الشيطان فقط، هل معقولة أن الشيطان يتقوى على الإنسان لهذه الدرجة ؟؟
أريد منكم دعوة لي أن يمن علي ربي بالشفاء العاجل، الشفاء الذي لا يغادر سقما بإذنه.
وماذا أفعل لأقضي على الوساوس للأبد وأتحصن منها كي لا ترجع لي مرة أخري بإذنه؟
وجزاكم الله خير الجزاء، فوالله وأنا أقرأ الرد بكيت من الفرحة لأنني لا يوجد بي إلا الضغوطات النفسية التي بإذن واحد أحد ستزول بفضله، ثم بفضل ردودكم التي تبعث في النفس الطمأنينة.
وأرجو منكم عدم التأخر علي .

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يذهب عنك البأس رب الناس، وأن يشفيك هو الشافي لا شفاء إلا شفاؤه، شفاء لا يغادر سقما. ونود أن نخبرك بسعادتنا بما بشرتنا به من تحسن حالك فنسأل الله لك المزيد.

ولا شك أن الشيطان عدو للإنسان يحاول أن يكيد له المكائد، وأن ينكد عليه حياته، ولكن لا يغيب عن بالك أن الشيطان ضعيف في مكره وحيلته فيخنس بذكر الله تعالى، قال سبحانه: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا {النساء: 76} ولا يقوى الشيطان إلا بضعف الإنسان، وغفلته عن الذكر.

 فنوصيك بالحرص على مغالبته بتلاوة القرآن، وعليك بالإكثار من الذكر، والبعد عن الخلوة بنفسك قدر الإمكان، وعليك أيضا بالحرص على مصاحبة النساء الصالحات، فهذا كله مما يعينك على التحصن من وساوس الشيطان وخواطره السيئة.

وقراءة سورة البقرة لدفع كيد الشيطان جاء بها دليل خاص، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.

 فاحرصي على قراءتها ولا تلتفتي إلى ما قد يرد على خاطرك من خوف يريد الشيطان أن يصرفك به عن قراءتها.

واعلمي أن الخوف في حد ذاته أمر خطير ومرض يزيدك ألما على ألم، فادفعي عنك هذا الخوف بالثقة بالله والتوكل عليه، قال تعالى: وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {المائدة: 23} ومثل هذا الخوف هو الذي قد يصور لك بأن بك جنونا، وما بك من جنون.

وأما بخصوص البرمجة العصبية فقد سبقت لنا بعض الفتاوى في التحذير منها لما تشتمل عليه من بعض المخالفات الشرعية، وإن كان المقصود مجرد ما يسمى بتمارين الاسترخاء فهذه لا حرج فيها، ما لم تشتمل على أمر محظور شرعا.

وننصحك بعدم الإكثار من الاهتمام بهذه الأمور التي تحدث لك أو كثرة السؤال عنها، لأن هذا قد يعززها في نفسك، وإن احتجت إلى الكتابة بخصوصها مرة أخرى، فراسلي قسم الاستشارات بموقعنا هذا ليفيدك الاختصاصيون النفسيون بشيء من التوجيهات النافعة بإذن الله تعالى.

والله أعلم.

www.islamweb.net