الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يذهب عنك البأس رب الناس، وأن يشفيك هو الشافي لا شفاء إلا شفاؤه، شفاء لا يغادر سقما. ونود أن نخبرك بسعادتنا بما بشرتنا به من تحسن حالك فنسأل الله لك المزيد.
ولا شك أن الشيطان عدو للإنسان يحاول أن يكيد له المكائد، وأن ينكد عليه حياته، ولكن لا يغيب عن بالك أن الشيطان ضعيف في مكره وحيلته فيخنس بذكر الله تعالى، قال سبحانه: إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا {النساء: 76} ولا يقوى الشيطان إلا بضعف الإنسان، وغفلته عن الذكر.
فنوصيك بالحرص على مغالبته بتلاوة القرآن، وعليك بالإكثار من الذكر، والبعد عن الخلوة بنفسك قدر الإمكان، وعليك أيضا بالحرص على مصاحبة النساء الصالحات، فهذا كله مما يعينك على التحصن من وساوس الشيطان وخواطره السيئة.
وقراءة سورة البقرة لدفع كيد الشيطان جاء بها دليل خاص، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة.
فاحرصي على قراءتها ولا تلتفتي إلى ما قد يرد على خاطرك من خوف يريد الشيطان أن يصرفك به عن قراءتها.
واعلمي أن الخوف في حد ذاته أمر خطير ومرض يزيدك ألما على ألم، فادفعي عنك هذا الخوف بالثقة بالله والتوكل عليه، قال تعالى: وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {المائدة: 23} ومثل هذا الخوف هو الذي قد يصور لك بأن بك جنونا، وما بك من جنون.
وأما بخصوص البرمجة العصبية فقد سبقت لنا بعض الفتاوى في التحذير منها لما تشتمل عليه من بعض المخالفات الشرعية، وإن كان المقصود مجرد ما يسمى بتمارين الاسترخاء فهذه لا حرج فيها، ما لم تشتمل على أمر محظور شرعا.
وننصحك بعدم الإكثار من الاهتمام بهذه الأمور التي تحدث لك أو كثرة السؤال عنها، لأن هذا قد يعززها في نفسك، وإن احتجت إلى الكتابة بخصوصها مرة أخرى، فراسلي قسم الاستشارات بموقعنا هذا ليفيدك الاختصاصيون النفسيون بشيء من التوجيهات النافعة بإذن الله تعالى.
والله أعلم.