الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما كان منك من علاقة بزوجك قبل الزواج أمر غير جائز، ويجب عليك أن تحدثي له توبة، وتذكري دائماً أنه ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة، وأنه لا يستبعد أن يكون هذا الذي بينك وبين زوجك الآن من ذهاب الود وغلبة الجفاء والتشاحن، إنما هو بسبب فعل بعض المعاصي أو التفريط في بعض الطاعات والواجبات. فراجعي رحمك الله علاقتك بربك، قال بعض السلف: إن الصالحين إذا فقدوا آمالهم تفقدوا أعمالهم.
أما تأخير الزوج للإنجاب حتى ينقص وزنك، فهذا لا يجوز وهو من الظلم؛ لأن الإنجاب حق مشترك بين الزوجين، لا يجوز لأحدهما أن يمنع منه الآخر، قال ابن قدامة في المغني: ولأن لها (الزوجة) في الولد حقاً، وعليها في العزل ضرر فلم يجز إلا بإذنها. انتهى.. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 118433.
وكذا ما يكون منه أثناء المعاشرة مما ذكرت أنه يلحق بك الضرر لا يجوز أيضاً؛ لأنه لا ضرر ولا ضرار، كما قضى بذا رسول الله صلى الله عليه وسلم. جاء في الكافي في فقه الإمام أحمد: وله الاستمتاع في كل وقت من غير إضرار بها. انتهى.
وإنا لننصحك بأن تطالبي زوجك بالعدل والإحسان، وأن يوفيك حقوقك، كما تقتضيها المعاشرة بالمعروف التي أمر الله بها، وذكريه أن بينك وبينه عهد الله وميثاقه الغليظ، وقد شدد الرسول صلى الله عليه وسلم وحرج حق المرأة، حيث قال: اللهم إني أحرج حق الضعيفين: اليتيم والمرأة. رواه ابن ماجه وأحمد.. على أن يكون هذا برفق ولي وفي جو من المودة والتآلف، مع الإكثار من الدعاء والتضرع إلى الله أن يصلح الله لكم الحال والبال، وأن يصرف عنكم همزات الشياطين.
والله أعلم.