الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الرؤيا الصالحة من الله، والرؤيا السوء من الشيطان، فمن رأى رؤيا فكره منها شيئاً فلينفث عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من الشيطان لا تضره، ولا يخبر بها أحداً، فإن رأى رؤيا حسنة فليبشر بها ولا يخبر إلا من يحب. متفق عليه من حديث أبي قتادة رضي الله عنه. النفث: نفخ لطيف بلا ريق.
أما اطلاعك على بعض الأمور الغيبية المستقبلية.. فإن بعض الناس يطلعهم الله عز وجل على شيء من الغيب عن طريق الرؤيا، وليس في هذا دليل على إيمان صاحبها أو فسقه حتى يكون في واقع حاله كذلك.
وأما تسلط الشيطان فمجالاته كثيرة، كتسلطه بإلقاء الوساوس، وبالأحلام المزعجة، وتزيين المعاصي، وبالمس والسحر.
قال ابن القيم: وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على الناس يكون من قلة دينهم وخراب قلوبهم. والمسحور هو الذي يعين على نفسه، فإننا نجد قلبه متعلقا بشيء كثير الالتفات إليه فتتسلط على قلبه مما فيه من الميل والالتفات.انتهى.
وأما رؤيتك لشخص بصورة شيطان فيحتمل أن يكون هذا من عمل الشيطان، وننصحك بعرض نفسك على أحد المعالجين الشرعيين، وننصحك أيضا بالمحافظة على أذكار النوم وخاصة آية الكرسي بتدبر، فقد ثبت في حديث أبي هريرة الطويل: أن الشخص إذا قرأها حين يأوي إلى فراشه فلن يزال عليه من الله حافظ، ولن يقربه شيطان حتى يصبح. والحديث رواه البخاري وغيره.
كما ننصحك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وعلى أذكار النوم الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والنوم على وضوء مع قراءة خواتيم سورة البقرة، والمعوذات...إلخ مع الإكثار من الطاعات، والإكثار من ذكر الله، وتلاوة القرآن الكريم، وإزالة المنكرات من البيت -إن وجدت- والابتعاد عن ما يغضب الله.
وأما التحديث بتلك المنامات فإن كان ما ترين مما يكره أو يسوء فلا تخبري به أحداً، أما إذا كانت الرؤيا حسنة فلا تخبري بها إلا من تحبين. كما في الحديث المذكور. وراجعي لمزيد الفائدة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 47801، 5416، 11014.
والله أعلم.