الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق لنا أن بينا في الفتوى رقم: 15881، الحكمة من تحريم الصدقة على النبي صلى الله عليه وسلم وأهل بيته الكرام، فنحيل السائل الكريم لتلك الفتوى.
وأما هل يجوز عدم الأكل من الصدقة تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم، فإن كان ذلك على سبيل التعفف من غير أن يلحق المتعفف ضرر بنفسه أو بمن يعول فلا مانع من ذلك فيما نرى، وأما إن كان يلحق ضرر بنفسه أو بمن يعول فهذا إلى عدم الجواز أقرب لوجود الضرر؛ وقد يدخل هذا الامتناع في التحريم لما أحل الله تعالى أو يكون استكبارا، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم وذكر منهم: وعائل مستكبر. رواه مسلم.
قال المناوي في فيض القدير: وعائل مستكبر أي فقير ذو عيال لا يقدر على تحصيل مئوتنهم ولا يطلب من بيت المال أو من الناس المتكبر فهو آثم لإيصال الضرر إلى عياله. انتهى.
ومثله ما قاله صاحب مرقاة المفاتيح: وقيل المراد بالعائل ذو العيال، فتكبره عن أخذ الصدقة قدر ما يسد خلته وخله عياله. اهـ
والله أعلم.