الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مثل هذه الحوادث المريرة التي تتقطع لها القلوب وتنفطر الأكباد حزناً وأسى، إنما هي ثمرة من الثمرات النكدة لإقامة المسلمين في بلاد الكافرين، وقد سبق لنا الكثير من الفتاوى التي تبين أن إقامة المسلم في بلاد الكفر لا تجوز إلا بشروط، وتراجع في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 11316، 2007، 21567.
ثم لم يقنع صاحبك بإقامته في بلاد الكفر حتى أدخل على نفسه فتنة أخرى بزواجه من هذه الكتابية، والزواج من الكتابيات وإن كان مباحاً في الأصل بشروط إلا أنه لا ينبغي الإقدام عليه خصوصاً في مثل هذه الأزمان، وفي مثل هذه البلاد التي تموج فيها الفتن كموج البحر، وتعلوها أحكام أهل الكفر وعوائدهم.. وقد سبق بيان شروط الزواج بالكتابية وذلك في الفتوى رقم: 323.
ومن يتأمل هذه الشروط قليلاً يعلم أنها لا تكاد تنطبق على واحدة من أهل الكتاب في زماننا هذا، وسبق لنا في الفتوى رقم: 5315 مخاطر الزواج بالكتابيات..
أما بخصوص صاحبك هذا فأخلص النصيحة له بلطف وتودد، وأكثر من الدعاء له بظهر الغيب أن يرده الله إلى دينه.. وقد من الله على المسلمين في أمريكا وغيرها من بلاد الغرب بالكثير من المراكز الإسلامية التي تعمل على نشر دعوة الإسلام، وبذل الخدمات الجليلة للمسلمين وغيرهم في هذا الإطار فلو استعنت بهم في ذلك فلن تعدم منهم رأياً صائباً ونصيحة صادقة.
والله أعلم.