الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحكم هنا يختلف باختلاف الحال، فإن كان هذا المكان الذي يسكن فيه أخوك مع هذا الرجل واسعا متعدد الحجرات والمرافق، بحيث تقدر أختك على الاستقلال في خصوصيات شؤونها، وكان أخوك هذا ديّنا حريصا على صيانة أخته من الاختلاط والخلوة، فإنه يجوز لها السفر حينئذ والإقامة في سكنه ذلك، جاء في شرح البهجة الوردية: فإنه علم وامتناع مساكنته أي الأجنبي إياها معه مع المحرم إلا عند تعدد الحجر أو اتساعها بحيث لا يطلع أحدهما على الآخر. انتهى.
ولكن الظاهر لنا من ثنايا السؤال والعلم عند الله عدم جواز سفر الأخت للإقامة مع أخيها في هذه الحال، لأنه من الواضح وجود معرفة بين الأخت وهذا الرجل، وأنها كانت سبب معرفة أخيكم به وعمله معه، وهذا يدعو بلا شك إلى الانبساط في العلاقة بينهما، خصوصا وأن هذا الرجل ضعيف الدين مرتكب للفواحش والمنكرات.
وقد كنت على صواب عندما تفطنت لهذا واعترضت على سفرها، خصوصا وأنه فيما يظهر ليس هناك ما يدعو إلى هذا السفر، وكان على أبيك أن يمنعها من ذلك فإنه هو الذي يقع عليه في المقام الأول مسئولية حفظ الأسرة ورعايتها.
مع التنبيه على أنه لا يجوز سفر المرأة بمفردها دون محرم، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 7577.
والله أعلم.