الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث المذكور قد جاء في كنز العمال ولفظه: عن عائشة قالت: استعرت من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيط بها ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت عني الإبرة فطلبتها فلم أقدر عليها، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبينت الإبرة بشعاع نور وجهه فضحكت، فقال: يا حميراء لم ضحكت؟ قلت: كان كيت وكيت، فنادى بأعلى صوته: يا عائشة الويل ثم الويل لمن حرم النظر إلى هذا الوجه، ما من مؤمن ولا كافر إلا ويشتهي أن ينظر إلى وجهي.
ونسبه صاحب الكنز لابن عساكر، ولم نقف على درجته في كتب التخريج.
ولكن لا يخفى أن خلو الصحاح والسنن والمسانيد منه، وانفراد ابن عساكر بتخريجه كاف للحكم عليه بالضعف، بل إن ذلك ربما يكون مظنة الوضع.
ولا شك أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها من الخير والثواب ما الله به عليم، وقد بينا طرفا من ذلك فنرجو أن تطلع عليه في الفتوى رقم: 21892.
وأن القرب منه يوم القيامة منزلة عظيمة يتطلع إليها كل مؤمن، وقد قال صلى الله عليه وسلم: إن أولاكم بي يوم القيامة أكثركم علي صلاة. رواه البيهقي في شعبه والبزار في مسنده وغيرهما.
وأن البخل بالصلاة عليه أشد أنواع البخل، فقد قال صلى الله عليه وسلم: البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصل علي، وقال صلى الله عليه وسلم: رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي. الحديث رواه الترمذي وغيره.
والله أعلم.