الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فطاعة زوجك أوجب عليك من طاعة أبويك، سيما إذا راوداك على النشوز منه وعدم طاعته والاستخفاف بحقه. ونصيحتنا لك هي أن تقري في بيتك مع زوجك، ولا تذهبي لأهلك إلا لزيارتهم وصلة رحمهم، ثم تعودين إلى بيتك مع زوجك؛ لأن بقاءك على ما ذكرت من حال أهلك مع زوجك قد يؤدي إلى تفكك الأسرة وهدم عصمة الزوجية.
وإذا أذيت ببلدة فارقتها * ولا أقيم بغير دار مقام
هذا، وننبه زوجك إلى عظيم فضله، وجميل صنعه بما صبر على معاملة أهلك، ودفعه لأذيتهم بالتي هي أحسن، فليدم على تلك الحال ما استطاع، لقول الله تعالى: ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ* وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت: 34، 35}
و لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يشكو إليه سوء معاملة أقاربه له قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويُسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ، فقال: لئن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل ( الرماد الحار) ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك. رواه مسلم وأحمد وأبو داود، وفي المسند والسنن عن أبي كبشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر.
وللفائدة انظري الفتاوى رقم: 19419، 1764 ، 69337.
والله تعالى أعلم.