الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالخاطب لفتاة بعينها إما أن يكون اختياره لها على أساس الدين والخلق، كما أمر بذلك المعصوم – صلى الله عليه وسلم – في قوله: تنكح المرأة على إحدى خصال؛ لجمالها ومالها وخلقها ودينها، فعليك بذات الدين والخلق تربت يمينك. رواه أحمد وغيره وحسنه الألباني.
وحينئذ إذا سأله أبوها عن سبب اختياره لابنته فليجبه بهذا، وأن الحامل له على ذلك هو دينها وخلقها، ولا شك أن صاحبة الدين والخلق يكثر ذكرها بذلك ويفشو ثناء الناس عليها.
وإما أن يكون قصده من الزواج بها غير ذلك من مال أو جمال ونحوه، وحينئذ فإنه سيتعذر عليه أن يخبر أباها بالصدق؛ لأنه يستقبح جدا في محاسن العادات ومكارم الأخلاق أن يخبر أباها أنه يقصد خطبة ابنته لجمالها أو مالها، ويحرم عليه في الوقت نفسه الكذب، وأن يخبر عن الأمر بخلاف ما هو عليه، ولكن يمكنه أن يجيبه إجابة يسكنه بها دون أن يكذب أو يقع فيما هومستقبح، ففي المعاريض مندوحة عن الكذب. وتراجع الفتوى رقم: 1126.
فثبت بهذا أن الممتثل لأمر النبي في نكاح ذات الدين والخلق هو أحرى الناس بالتيسير والتسهيل حتى في مثل هذه الأمور اليسيرة.
والله أعلم.