الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى على مسلم أن شرب الخمر وبيعها من أكبر الكبائر التي توجب لعنة رب العالمين جل جلاله، ولا فرق في التحريم بين قليلها وكثيرها، فشرب القطرة الواحدة منها حرام، وإن لم يكن لها تأثير البتة، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ما أسكر كثيره فقليله حرام. رواه أبو داود وغيره، وقال الألباني: صحيح. وجاء في التيسير بشرح الجامع الصغير للمناوي: فالقطرة من المسكر حرام وإن لم تؤثر. انتهى.
فالذي ننصحك به هو أن تحاول مرة أخرى، وأن تكرر لأبيك الوعظ والنصيحة مشافهة تارة، وتارة أخرى بإهداء بعض الكتيبات والشرائط التي تتحدث عن إثم الخمر وإثم شاربها وبائعها، وأن تدله على بعض أهل العلم والخير والدعوة إلى الله جل وعلا، وتدلهم عليه ليكونوا صحبة صالحة له، يعينونه على طاعة الله وعلى ترك هذه المعصية الشنيعة.
فإن لم يستجب لك مع ذلك كله، ورأيت أن تركك للبيت قد يكون زاجرا له عن فعله فاهجر المنزل، وامتنع – مع ذلك - عن أخذ شيء من أمواله التي يكسبها من بيع الخمر، فإنها أموال محرمة لا يجوز الانتفاع بها، ولعل ذلك يكون زاجرا له أيضا .
فإن لم يستجب مع هذا كله، فقد أديت ما عليك، ولم يبق إلا الدعاء والتضرع لله سبحانه أن يهديه ويصرف عنه شياطين الإنس والجن.
والله أعلم.