الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا أن وقت الجمعةِ يمتد من زوال الشمس إلى دخول وقت العصر، وبينا أن المستحبَ هو فعل الجمعة في أول وقتها ، أي بعد الزوال مباشرة ، وذلك في الفتوى رقم:114520.
فمن فاتته الجمعة في أول الوقت لعذرٍ أو لغير عذر، ووجد جمعة أخرى تقام قبل انقضاء وقت الصلاة، فالواجب عليه أن يصلي الجمعة معهم ، لأنها واجب في ذمته ولا يبرأ إلا بفعلها. فمن كان من أهل الوجوب ، وكانت الجمعة تقام في أي جزء من أجزاء الوقت، وجب عليه إتيانها لقوله صلى الله عليه وسلم: الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: مملوك وامرأة وصبى ومريض. رواه أبو داود.
وبه تعلم أن الواجب عليك إذا تخلفت عن الجمعة الأولى لعذر أو لغير عذر أن تصلي مع من يصلون الجمعة الثانية. وانظر الفتوى رقم: 105145.
وأما المواظبة على فعل الجمعة في آخر الوقت فلا شك في أنه خلاف السنة ، إذ السنة التبكير بالجمعة ، والمبادرة بفعلها في أول الوقت ، كما بينا ذلك في الفتوى المحال عليها برقم: 114520.
والله أعلم.