الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن النقاب واجب متحتم على المرأة لا يجوز تركه على الراجح من أقوال أهل العلم، وقد ذكرنا الأدلة على ذلك مفصلة في الفتوى رقم: 5224.
وعلى ذلك فلا يجوز لك التواني ولا التسويف في تغطية الوجه والكفين، ولا تلتفتي إلى كلام هؤلاء الذين لو عظم وقار الله في قلوبهم لما قالوا ما قالوا، فإنا لا ندري ما هي العقبات التي يتحدث عنها هؤلاء، وهل فوات عرض دنيوي زائل، أو فوات وظيفة من الوظائف يصلح عذراً في ارتكاب ما حرم الله، وترك أوامره سبحانه.
فأعرضي عنهم وعن كلامهم، وبادري إلى امتثال أوامر الله سبحانه، فإنه لا اختيار للمرء معها، قال الله تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا. {الأحزاب:36}.
وثقي أن الله سبحانه هو الرزاق ذو القوة المتين، وهو الذي بيده ملكوت كل شيء، وهو الذي يرزق العصاة والكافرين، فكيف يضيع عباده المؤمنين الذين آثروه وآثروا مرضاته!! وهو القائل: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ. {الأعراف:96}، وقال سبحانه: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ* وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا. {الطلاق:2-3}، وقال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا. {الطلاق:4}.
ولا تجزعي من أمر الرزق فإنه يطلب صاحبه كما يطلبه أجله، وأن نفساً لن تموت حتى تستوعب رزقها، كما جاء في الحديث: إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته. رواه أبو نعيم والطبراني والبزار، وصححه الألباني.
والله أعلم.