الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأهم ما نذكرك به في هذا المقام هو أن تصدقي في توبتك ورجوعك إلى الله سبحانه، وأن تكثري من الاستغفار والدعاء أن يقبل الله توبتك، ويغفر لك زلتك ويقيل عثرتك.
ثم عليك أن تقطعي كل تواصل بينك وبين هذا الإنسان المجرم، فلا تمكنيه من لقائك ولا محادثتك لا في هاتف ولا في غيره, وثقي أن الله سبحانه سيكفيك شره، وسيدفع عنك مكره وكيده إن أنت التزمت التقوى مصداقا لقوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ.{الحج:38}. وقوله سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا. {الطلاق: 2،3}.
ولا نظن أنه سيقدم على تنفيذ ما يهددك به إذ يستبعد جدا أن يذهب إلى زوجك ليخبره أنه كان على علاقة معك, ولكنه في الغالب إنما يصنع هذا كوسيلة للضغط عليك لنيل مآربه الدنيئة فاستعيني بالله ودعي عنك أمره.
أما إن حصل وأبلغ زوجك بهذا وحلف الزوج عليك بالطلاق لكي تصدقيه وأنه لا بد من إجابته, حينئذ لا يجوز لك أن تكذبي عليه، لأنك لو كذبت عليه وقع الطلاق, ولكن عليك أن تخبريه أنك قد تبت من هذا الأمر، وأن هذا الشخص ما أقدم على ما أقدم عليه من إخباره إلا عندما امتنعت عنه.
والله أعلم.