الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الاستخارة مندوب إليها في الزواج وغيره من الأمور المباحة، وقد تكلم العلماء فيما يعتمده العبد بعد الاستخارة، هل هو انشراح الصدر وتيسر الأمر؟ أم أنه يمضي في الأمر ولا يتركه إلا أن يصرفه الله عنه؟ وهذا الأخير هو الراجح عندنا، وهو قول العز بن عبد السلام، قال ابن حجر في فتح الباري: قال ابن عبد السلام يفعل ما اتفق، ويستدل له بقوله في بعض طرق حديث بن مسعود في آخره: ثم يعزم. اهـ من فتح الباري.
فالذي نوصيك به أن تستمر في محاولة الزواج منها، واستبشر خيراً، واعلم أنك ما دمت صدقت في الاستخارة، فإن الله سيختار لك الخير، مع التنبيه على أن من الصدق في الاستخارة ترك الاختيار وتفويض الأمر إلى الله، قال القرطبي رحمه الله: قال العلماء: وينبغي له أن يفرغ قلبه من جميع الخواطر حتى لا يكون مائلاً إلى أمر من الأمور. اهـ من الجامع لأحكام القرآن.
فإن رفض أبوها ولم يتيسر لك زواجها، فعليك بالبحث عن غيرها من ذوات الدين، كما أوصيناك به في الفتوى السابقة.
والله أعلم.