الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان رفض أمك للزواج من هذا الرجل بلا أسباب معتبرة سوى أنها تريدك أن تتزوجي بابن أختها رغما عنك فلا عبرة برفضها, وما كان من مخالفتك لها في الزواج به لا يعد من العقوق، ودعاؤها عليك بسبب ذلك غير جائز لمخالفته لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: لا تدعوا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ... الحديث رواه مسلم عن عبادة بن الصامت.
والظاهر أنه لا يقبل ولا يستجاب إن شاء الله, لأنها ظالمة في ذلك، وقد ورد في الحديث الذي رواه مسلم وغيره: لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم.
وهذا لا يتعارض مع الجزم المفهوم من قول الرسول الكريم في الحديث السابق : ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة الوالد على ولده... لأن الذي يظهر والعلم عند الله أن هذا مخصوص بالولد العاق المغالي في عقوقه وبغيه.
قال في فيض القدير عند شرح هذا الحديث: ثم الظاهر أن ما ذكر في الولد مخصوص بما إذا كان الولد كافرا أو عاقا غاليا في العقوق لا يرجى بره. انتهى.
ولكن عليك بعد ذلك أن تراجعي نفسك وتحاسبيها، فقد يكون ما حدث لك من انتكاسات في هذه الفترة بسبب غير هذا من تقصير أو اقتراف إثم, فإن الذنوب لها دور عظيم في ذهاب الآمال وحلول النقم والوبال, وقد قال أحد السلف: إن الصالحين إذا فقدوا آمالهم تفقدوا أعمالهم.
وقد يكون ما حدث لك محض اختبار لك من الله ليرى صبرك على البلاء ورضاك بقضائه. نسأل الله لنا ولك التوفيق وإصلاح الحال.
والله أعلم.