الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالذي ينبغي هو الابتعاد عن كل ما يثير الغرائز الكامنة لا سيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه مثيرات الشهوات، والبعد عن كل ما يجعل للشيطان على الإنسان سبيلا بالإغواء، فالنفوس ضعيفة والنفس أمارة بالسوء، والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم. كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
فأغلق باب الشيطان، وجهز ملابسك قبل دخول الحمام للاغتسال، وكذا فلتفعل أختك، أو تطلب من والدتها أو أختها أن تعطيها ملابسها؛ حتى لا تقع بعض المحاذير التي نسمع عنها ولم تعد خافية على أحد، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالابتعاد عن مواطن الفتن فقال: مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ. رواه أحمد وأبوداود وصححه الألباني.
ففي الحديث: البعد عن الفتنة، وسد الطريق إليها، وعدم تعريض النفس للفتن ثقة بها لأن نفسه قد تخذله فيقع فيما لا تحمد عقباه، ولا شك أن لحظة الاستحمام يكون الإنسان فيها متجردا من ملابسه، وهذا مما قد يؤدي إلى إثارة الفتنة وإشعال نار الغريزة، مما قد يؤدي إلى الوقوع في الزنا وهو كبيرة من أعظم الكبائر وأقبحها، وهو مع المحارم أشد، وقد ذكرنا حدود ما يظهره كل من الرجل والمرأة أمام المحارم في الفتويين: 21428،21786.
والله أعلم.