الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المذكور رواه الإمام أحمد وغيره، وحسنه شعيب الأرنؤوط، وقال عنه الألباني: والحديث حسن على أقل الأحوال إن شاء الله تعالى.
ومعنى الملك العاض أو العضوض -كما قال أهل اللغة- هو الملك الذي فيه عسف وظلم للرعية كأنه يعضهم بأسنانه عضاً. ومنه قولهم: عضتهم الحرب وعضهم السلاح وعضهم الدهر.. كناية عن شدة ذلك عليهم.
والملك الجبري هو: الذي يجبر الناس ويكرههم على ما لا يريدون تعسفاً وظلما. وهذا الوصف شامل لمن اتصف به سواء كان ملكه عن طريق الوراثة أو التغلب.
ولم نقف على قول لأهل العلم أن الحديث في الدولة الأموية والعباسية أو غيرهما بالتحديد. ولكن ورد في بعض روايات الحديث: قال حبيب -أحد رواة الحديث- عن النعمان بن بشير: فلما قام عمر بن عبد العزيز كتبت إليه بهذا الحديث أذكره إياه، وقلت: أرجو أن تكون أمير المؤمنين بعد الملك العاض والجبرية فسر به وأعجبه يعني عمر بن عبد العزيز. قال الألباني في السلسلة: ومن البعيد عندي حمل الحديث على عمر بن عبد العزيز لأن خلافته كانت قريبه العهد بالخلافة الراشدة ولم يكن بعد ملكان ملك عاض وملك جبرية. والله أعلم.
وللمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الفتويين رقم: 69429، 100344.
والله أعلم.