الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشهود الجمعة فرض عين على كل مسلم سمع النداء متى توفرت شروط الجمعة، لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع. {الجمعة:9}.
وقوال النبي صلى الله عليه وسلم: الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: مملوك، وامرأة، وصبي، ومريض. رواه أبو داود.
ولا يجوز لمن وجبت عليه الجمعة أن يتخلف عنها بحال بل تخلفه عنها من الكبائر، فقد قال صلى الله عليه وسلم على أعواد منبره: لينتهين أقوام عن ودعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين. أخرجه مسلم. وانظر الفتوى رقم: 65201
وبهذا تعلم أن حضور الجمعة واجب عليك، وأن تخلفك عنها لا يجوز، وما ذكرته ليس عذرا يبيح لك ترك شهود الجمعة، إذ الأصل في الأئمة العدالة، وصحة ما يقولونه من العلم، ولو فرضنا وجود الجهل أو الانحراف والبدعة في بعضهم، فذلك لا يجوز ترك الصلاة خلفهم ما داموا يقيمون الجمعة على وجهها، وراجع الفتوى رقم: 115949.
وإن شككت في شيء مما يقال فليس علاج ذلك أن تترك الجمعة، ولكن علاجه أن تسأل أهل العلم الراسخين فيه عما أشكل عليك، وإذا تبين لك خطأ ما قيل، ناصحتَ قائله وبينت له وجه الخطأ. فحذار حذار أيها الأخ الكريم من تلبيس الشيطان، وإظهاره الباطل في صورة الحق، وحذار حذار من التهاون في أحكام الدين والتساهل في أداء الجمعة، فإن عاقبة ذلك وخيمة، هدانا الله وإياك سواء السبيل.
والله أعلم.