الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فزادك الله حرصاً على الستر والاحتشام، وثباتاً على طاعته واتباع شرعه.
أما عن سؤالك، فقد أمرنا الشرع بصلة الرحم حتى لمن يقطعنا أو يسيء إلينا، فعن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمْ الْمَلَّ، وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنْ اللَّهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ. صحيح مسلم. تسفهم الملّ : تطعمهم الرماد الحار.
و الشرع لم يجعل لصلة الرحم أسلوباً معيناً أو أوقاتاً محددة، وإنما ذلك يرجع إلى العرف ويختلف باختلاف أحوال الناس، وانظري الفتوى رقم: 11494.
وعلى ذلك، فإذا كان يلحقك ضرر بزيارة جدتك، فلا يلزمك زيارتها ويمكنك صلتها، بوسيلة أخرى كالاتصال بها والسؤال عنها، لكن الذي ننصحك به أن تداومي على زيارتها وبرها والإحسان إليها، ولا تلتفتي لسخريتهم، فعليك أن تعتزي بدينك وتستعلي بإيمانك، وتقابلي سخريتهم بصبر وحكمة وحسن خلق، مع بيان الحق لهم برفق وتواضع، والدعاء لهم بالهداية .
والله أعلم.