الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان مرادك بالتقطيع في الصلاة من يصلي حيناً ويترك حيناً، فهذا من أكبر الكبائر وأعظم الموبقات، وصاحب هذا الذنب على خطر عظيم إن لم يتدارك نفسه بتوبة نصوح، وقد نقل ابن القيم في أول كتاب الصلاة إجماع المسلمين على أن ترك الصلاة الواحدة المكتوبة عمدا حتى يخرج وقتها ذنب عظيم، أعظم من الزنى والسرقة وشرب الخمر وقتل النفس، وأن صاحبه عرضة لعقاب الله العاجل والآجل، وقد بينّا عقوبة تارك الصلاة، فانظريها في الفتوى رقم: 6061.
ويجب على من ترك بعض الصلوات التوبة إلى الله وقضاء تلك الصلوات في قول الجمهور، وهو المفتى به عندنا؛ خلافاً لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وإن كان مرادك بالتقطيع في الصلاة: قطعها وإبطالها بعد الشروع فيها، فذلك أيضا لا يجوز، إن كانت الصلاة فريضة، إلا لعذر يبيح ذلك لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ {محمد: 33}.
وأما إن كانت الصلاة نافلة ففي جواز قطعها خلاف بين العلماء، فأجازه الشافعية والحنابلة مع الكراهة، ومنعه الأحناف والمالكية ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 11131. والفتوى رقم: 28442.
وإن كان مقصودك غير ما ذكرنا فبينيه بوضوح لنتمكن من إفادتك الفائدة المطلوبة.
والله أعلم.