الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد يكون هذا الذي أصابك من تراجع في الاجتهاد وضعف في المستوى العلمي بسبب عين أو حسد، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن كل ذي نعمة محسود. رواه الطبراني وغيره وصححه الألباني، وإن كنا لا نجزم بذلك، فقد يكون وراء ذلك أسباب أخر.
ولكن على أية حال نوصيك بالمداومة على الرقية الشرعية المبينة في الفتويين رقم: 7151 ، 4310.
ثم نوصيك بتقوى الله سبحانه، والبعد عن المعاصي، فإن الذكاء وجودة الذهن وسرعة التحصيل وقوة القلب، من أعظم نعم الله على العبد، والمعاصي تذهب بالنعم وتضيعها، وقد كان الشافعي رحمه الله آية في سرعة الحفظ وقوة الإدراك والفهم، ثم أحس ذات يوم أنه لم يعد في الحفظ كما كان، فاشتكى إلى أستاذه وكيع بن الجراح ـ رحمه الله ـ سوء الحفظ فقال له : استعن على الحفظ بترك المعاصي ، فنظم هذه الأبيات الرائعة والتي تفيض بالفقه والحكمة:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي * فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نــــــــــور * ونور الله لا يهدى لعاصي
وقد قال الله سبحانه: فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ {المائدة : 13}
فأخبر سبحانه أنهم بسبب ارتكاب المعاصي نسوا حظا من العلم النافع، فاستعيني رحمك الله على ما أصابك بالتوبة والاستغفار الذي يذهب أثر الذنوب والمعاصي.
ثم ننبهك على أن هناك ضوابط شرعية ينبغي الالتزام بها في حال تلقت المرأة تعليمها من الرجال أو في الأماكن المختلطة، وقد سبق بيانها في الفتويين رقم: 54191 ، 5310.
أما بخصوص الدعاء فكل دعاء دعوت به لصلاح الحال وكشف الضر وقوة الحفظ وجودة الفهم ينفعك الله به إن شاء، فإنه سبحانه وعد باستجابة دعاء الداعين فقال: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة:186} ,وقال سبحانه: وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ {غافر:60}
والله أعلم.