الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم يتضح لنا من سؤالك أيها السائل ما إذا كان والدك يتعامل بالربا فعلا، أم إن ذلك لم يكن ولكنك تخشى أن يستدرجه الشيطان إليه مستقبلا.
فإن كان قد وقع فعلا في التعامل بالربا فالواجب عليك هو أن تنصحه، وأن تبين له أن الربا من كبائر الذنوب، وأن آكله ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن الفوائد الربوية لا يجوز الانتفاع بها, بل على العبد بعد التوبة إلى الله سبحانه أن يأخذ رأس ماله فقط، وأن يتخلص مما كسب من فوائد بصرفها في مصالح المسلمين العامة أو يبذلها للفقراء, وقد بينا هذا كله في الفتوى رقم:115111 .
أما إذا كنت تخشى عليه من سلوك هذا الطريق مستقبلا, فعليك حينئذ بالدعاء له بالهداية والتوفيق والقناعة, وأن تعلمه أنه – جزاه الله عنكم خير الجزاء – قد بذل ما عليه من تربيتكم والإنفاق عليكم من الكسب الطيب الحلال حتى بلغتم مبلغ الرجال وصرتم مطالبين باكتساب الرزق لأنفسكم، وأنه لا يلزم بالإنفاق عليكم الآن لا في قليل ولا في كثير خصوصا مع فقره وحاجته, فإن أصر على ذلك فانصحه وبين له قبح جريمة الربا وعظم جرمها، وقد بينا في الفتاوى ذوات الأرقام الآتية: 38599 ، 79946 ، 60779. كيفية التعامل مع الأب الذي يأكل الربا.
والله أعلم.