الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الحديث صحيح رواه البخاري عن أنس رضي الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم بلفظ: ليصيبن أقواماً سفع من النار بذنوب أصابوها عقوبة، ثم يدخلهم الله الجنة بفضل رحمته يقال لهم الجهنميون.
ورواه في موضع آخر من صحيحه بلفظ: يخرج قوم من النار بعد ما مسهم منها سفع فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة الجهنميين.
وأما مسألة الاقتصار على القطعة المذكورة في السؤال من الحديث فهذا ما يعرف بمسألة تقطيع الحديث وهو نوع من الاختصار، حيث تفرق جمل الحديث على الأبواب بحسب معناها، بحيث تدل على معنى كامل ولا يفضي إفرادها إلى فساد المعنى، وهذا مذهب البخاري رحمه الله، قال ابن حجر في فتح الباري:
البخاري يذهب إلى جواز تقطيع الحديث إذا كان ما يفصله منه لا يتعلق بما قبله ولا بما بعده تعلقاً يفضي إلى فساد المعنى. انتهى.
وعلى ذلك، فإن كان مراد صاحب هذه المشاركة إثبات أن بعض الموحدين سيدخل النار بذنوبه، رداً على المرجئة مثلاً فهذا صحيح والقطعة المذكورة تدل عليه، وإلا فالمعنى الأصلي المتبادر من الحديث هو خروج بعض أهل النار منها بفضل رحمة الله تعالى إياهم، وهذا المعنى لا يتضح بالقطعة المذكورة من الحديث.
والله أعلم.