الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن بر الأم من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله، كما أن عقوقها من أعظم الذنوب، ومن أهم أسباب سخط الله.
أما عن سؤالك فإذا كانت أمك بهذه الصفات التي ذكرت فأخلاقها غير سوية، لكن ذلك لا يبيح لك قطيعتها أو الإساءة إليها والتقصير في برها، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين اللذين يأمران ولدهما بالشرك، قال الله تعالى: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {لقمان:15}.
فالذي نوصيك به هو المداومة على برها والإحسان إليها، مع ترك إخبارها بالأمور التي يخشى أن تنشرها أو يترتب عليها تشاحن بينكما، وعليك نصحها برفق ورحمة والدعاء لها بالهداية.. وإذا لم يكن في ابتعادك عنها قطيعة لها، ولم تخشي في ذلك فتنة فلا مانع منه، مع التقرب إليها والإحسان إليها باستمرار.
وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 106090، والفتوى رقم: 38247.
والله أعلم.