الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أن هذا الذي تفعله من علاقتك بهذه الفتاة مما يغضب الله ويسخطه ويوجب عذابه وعقوبته في الدنيا والآخرة، فبادر إلى التوبة إلى الله من ذنبك لأنك إن أخرت التوبة ركبت بحر الأماني والتسويف فقد يحال بينك وبينها فلا تقدر عليها، والله سبحانه يحول بين المرء وقلبه، قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ.{الأنفال:24}.
قال السعدي رحمه الله:
فإياكم أن تردوا أمر الله أول ما يأتيكم، فيحال بينكم وبينه إذا أردتموه بعد ذلك، وتختلف قلوبكم، فإن الله يحول بين المرء وقلبه، يقلب القلوب حيث شاء ويصرفها أنى شاء. انتهى.
وكان الواجب عليك إذ منّ الله سبحانه عليك بنعمة الزواج من امرأة ذات جمال أن تذكر نعمة ربك عليك، وأن تبذل المجهود لأداء شكرها بدلاً من أن تقابلها بالمعصية.
فالواجب عليك الآن هو أن تكف عن علاقتك بهذه الفتاة فلا تحدثها ولا تقابلها بل ولا تراها.
وإن كان قد وقع في قلبك حبها وتعلقت نفسك بها فبادر إلى التقدم لخطبتها ثم الزواج بها، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الألباني.
والله أعلم.