الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان مراد السائل بالصحة هل صح هذا الدعاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لم يصح عنه. وإن كان المراد هل يصح الدعاء به، فالجواب عليه أن الأصل في الأسماء الحسنى أنه يشرع الدعاء بها لعموم قوله تعالى: وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا. {الأعراف:180}.
ولكن هذا الكلام المذكور في غالبه ليس فيه دعاء، ويبدو أن صاحبه اعتمد فيه الحديث الذي رواه الترمذي في أسماء الله الحسنى وهو حديث ضعفه كثير من أهل العلم منهم شيخ الإسلام وابن الملقن وتابعهم الألباني وابن عثيمين.
ويبدو أنه ليس ملما باللغة العربية إلماما كافيا، فتراه في كثير من الأسماء كأنه لا يعرف موافقها في الاشتقاق، فالبراءة مثلا يراد به الخلاص من الشيء كالبراءة من الدين وفعلها مكسور العين كما في تاج العروس، وأما البارئ فمعناه الخالق يقال برأ الله الخلق بالفتح برءا وبروءا يعني خلقهم كذا في القاموس المحيط والمصباح، والثبات ليس موافقا في الاشتقاق لكلمة المتين لأن المتين هو ذو القوة والاقتدار والشدة كذا في تاج العروس.
ثم إن من مداخل الشيطان التي يوقع بها العباد في الانحراف والبدع أن يعدل بهم عن المأثور وما لا ليس فيه شبهة إلى بعض الألفاظ التي يستحسنها البعض، ويأخذها الناس ويشتغلوا بها عن السنة، فيتعين الاستغناء بالأدعية المأثورة في نصوص الوحي أو ما روي عن السلف.
والله أعلم.