الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكل ما يفعله زوجك مما ذكرته عنه إنما هو من كبائر الذنوب التي تسخط علام الغيوب جل جلاله, بل هو مما ينافي الفطر السليمة السوية, وهل هذا إلا عين الدياثة التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر في أهله الخبث. رواه أحمد وصححه الألباني.
وجاء في بعض روايات الحديث: قالوا: يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه، فما الديوث قال: الذي لا يبالي من دخل على أهله.
قال ابن القيم: وذكر الديوث في هذا وما قبله يدل على أن أصل الدين الغيرة، ومن لا غيرة له لا دين له. انتهى.
فجعل رسول الله من لا يبالي بمن دخل على أهله ديوثا، فما الظن بمن يطلب من زوجته أن تكشف عورتها لبعض الرجال الأجانب وتلمسه بجسدها, فإنا لله وإنا إليه راجعون، وإليه وحده سبحانه نشكو ذهاب الدين وفساد الأخلاق وانتكاس الفطر.
واعلمي أنه يحرم عليك أن تطيعيه في شيء من هذه المنكرات التي يأمرك بها, فلا توافقيه لا في التبرج ولا في التكشف أمام زوج أختك، ولا فيما يطلبه منك حال الجماع من فحش في الحديث عن أخواتك, فإن الطاعة في المعروف، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق, وما وافقته عليه من ذلك فيما مضى عليك أن تحدثي له توبة وتستغفري الله منه.
والواجب عليك أيتها السائلة أن تنصحي زوجك وأن تعلميه أن هذا من كبائر الذنوب, كما بيناه في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 115873, 48310, 12581.
فإن تاب إلى الله توبة صادقة ورجع فالحمد لله على توفيقه، ونسأل الله أن يتجاوز له عما أسلف من خطيئة وعصيان, أما إن أصر على فعله هذا فاطلبي الطلاق منه فورا، فلا خير في البقاء مع أمثال هذا الشخص.
والله أعلم.