الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كنت تقصدين بالخطبة مجرد الوعد بالزواج دون العقد فلا ريب أن ما تفعلانه حرام شرعا ومنكر قبيح، يجب عليكما أن تتوبا إلى الله تعالى منه فورا، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة: فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه.
قال النووي رحمه الله: معنى الحديث أن ابن آدم قدر عليه نصيب من الزنا، فمنهم من يكون زناه حقيقاً بإدخال الفرج في الفرج الحرام، ومنهم من يكون زناه مجازاً بالنظر الحرام أو الاستماع إلى الزنا وما يتعلق بتحصيله، أو بالمس باليد بأن يمس أجنبية بيده أو يقبلها، أو بالمشي بالرجل إلى الزنا أو النظر أو اللمس، أو الحديث الحرام مع أجنبية ونحو ذلك أو بالفكر بالقلب فكل هذا أنواع من الزنا المجازي.... انتهى.
فبادري إلى التوبة قبل أن يحال بينكما وبينها.
وأما إن كنت تقصدين بالخطبة حصول العقد الشرعي بينكما، فلا حرج عليكما فيما تفعلانه؛ لأنك قد صرت زوجة له بمجرد العقد، ولكن ينبغي تقييد الجواز في ذلك بالأمن من اطلاع غيركما على هذا الذي يحدث خصوصا هذه الصور، فإذا كانت هناك إمكانية التلصص والتنصت من الغير على حديثكما أو رؤيته لهذه الصور فهنا يجب الكف عن ذلك تجنبا للمفاسد العظيمة التي تترتب على ذلك.
والله أعلم.