الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالظاهر أن السائل الكريم قد عاوده الوسواس الذي سبق أن شفي أو تعافى منه، وكما تقدم في جواب السؤال الأول، فإن ما تشعر به مجرد وساوس وشكوك تأكل قلبك وتشغل بالك وتحول حياتك إلى جحيم، فإذا أردت الاطمئنان والراحة فلا تلتفت إليها، فإنما هي من الشيطان لإدخال الحرج والحزن إلى قلبك، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم، وأكثر من الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى ليصرف عنك السوء، ويجنبك كل مكروه هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد تضمن سؤالك أربعة أمور:
ا ـ ورد في سؤالك السابق وسبقت الإجابة عنه في الفتوى المتقدمة وقد بينا لك أن هذا القول ليس بردة ولا يخرج من الملة على افتراض أنك قلته.
2ـ ما صدر منك كان خطأ من غير قصد فليس ردة ولا إثم عليك؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وغيره وصححه الشيخ الألباني.
3ـ الإحساس الذي شعرت به نتيجة الجهل لا يخرج عن الملة، وليس بردة أيضا. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 60824.
4ـ الحلف بغير الله تعالى ليس بكفر أيضا، وإن كان خطأ فمن أراد الحلف فليحلف باسم الله تعالى أوصفته، ولا يلزمك التنقيب في ماضيك للبحث عما تلفظت به من قبل، ولا تخبر زوجتك بالأمر، ولا تطلب منها تجديد عقد النكاح، فكلها أمور ناشئة عن تلك الوساوس.
وبخصوص سؤالك الثالث والأخير: فإن ما قمت به من النطق بالشهادتين بنية الدخول في الإسلام لا يلزمك لأنك لم تخرج من الملة ولم تقع في ردة، وزواجك صحيح، ولا نفتيك ولا نأمرك بتجديد العقد لعدم وجود ما يبطله.
وما صدر منك قبل البلوغ لا أثر له، ولا تترتب عليه ردة لرفع التكليف حينئذ، والشيطان يوسوس لك احتمال القيام بهذا الأمر بعد البلوغ، وهذا من مكايده ووساوسه ليشغل قلبك وينغص عليك حياتك، ويجعلك تعيش في حزن وقلق فلا تصغ لتلك الوساوس والهواجس، وزواجك صحيح لا يلزم تجديده.
نسأل الله تعالى لك التوفيق والسلامة من كل شر ومكروه.
والله أعلم.