الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك من كل داء يؤذيك، ومن شر كل نفس وعين كل حاسد الله يشفيك، وأن يشفي كذلك زوجتك وأولادك. ونوصيك بكثرة الالتجاء إلى الله تعالى ودعائه فهو الشافي، قال تعالى: وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ. {الأنعام:17}.
وعليك أيضا بالاستمرار في الرقية الشرعية لك ولزوجتك وأولادك والمحافظة على الأذكار، وخاصة أذكار الصباح والمساء، فالذكر حصن من الشيطان وكيده.
وأما اتهامك لوالديك بأنهما السبب في هذا السحر فلا يجوز ما لم تكن هنالك بينة، ولو فرضنا أنه قد ثبت أنهما فعلا ذلك فمن حقك مناصحتهما ولكن يجب أن يكون ذلك بالمعروف، وأما رفع الصوت عليهما ونحو ذلك فهو عقوق تجب التوبة منه، كما أن إساءة الوالدين على الولد لا تسقط عنه وجوب برهما والإحسان إليهما، ألا ترى أن الله تعالى أبقى هذا الحق لهما حال كفرهما واجتهادهما في ثني الولد عن الإيمان فقال سبحانه: وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا. {لقمان:15}.
والواجب نصح هذين الوالدين إن ثبت أنهما يذهبان إلى السحرة، وقد سبق بيان حكم من يفعل ذلك بالفتوى رقم: 14231.
والله أعلم.