الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز لك أن تعمل في تلك المنظمة، ولو بقسم صيانة الحواسيب؛ لأن مجال عملها محرم، ألا وهو محاربة ما دعا إليه الشارع من تكثير النسل في قوله: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة. رواه أبو داود، وفي حديث آخر: تناكحوا تناسلوا أباهي بكم الأمم يوم القيامة رواه عبد الرزاق والبيهقي عن سعيد بن أبي هلال. وتدعوا إلى الإجهاض، والأصل حرمته إلا لضرورة - ونحو ذلك مما تدعو إليه وتعمل من أجله إضافة إلى أنها تدعو لنشر الرذيلة وإشاعة الفاحشة بين الناس تحت اسم التثقيف الجنسي فلا يجوز العمل فيها ولا التعاون مع أصحابها، وما يكسب من العمل فيها هو كسب محرم خبيث، وصيانة الحواسيب من الإعانة لأولئك على ما هم عليه، وقد قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ {المائدة:2}
فاتق الله تعالى يجعل لك مخرجا، ويرزقك من حيث لا تحتسب، ولا يحملك هم الرزق المضمون على تقحم الحرام وكسب المال الخبيث قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا{الطلاق:2}.
وقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم وتوجيهه للناس أن قال: إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب. قال الحافظ في الفتح: أخرجه ابن أبي الدنيا في القناعة، وصححه الحاكم من طريق ابن مسعود، وصححه الألباني.
والله أعلم.