الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت حين قطعت علاقتك مع هذه الفتاة، وظننا بك أنك ستفعل لما التمسنا من صدقك من خلال سؤالك. ونسأل الله تعالى أن يعفو عما مضى، وأن يوفق إلى إحسان العمل فيما يستقبل.
وإننا لم نظن بك شراً أو أنك أردت إفساد هذه المرأة على زوجها، ولكن ما ذكرت من إخبارها إياك بأنك إن كنت تريد الزواج منها فستقنع أهلها بفسخ الزواج، وسكوتك على هذا الكلام. قد يكون مظنة لإفسادها على زوجها، وكان ينبغي لك النفي القاطع لإرادتك الزواج منها، كما أن محاولاتك بقصارى جهدك التوفيق بينها وبين زوجها هو خطأ أيضاً: لأن الواجب هو الابتعاد عنها ثم ما يدريك أنها لو طلقت ثم تزوجتها أن تكون حياتك معها سعيدة.
فقد رأينا حالات كثيرة من الزواج الذي يقوم على مثل هذا الحب المزعوم ويكون نهايته الفشل بسبب ما قد يظهر كل من الطرفين من مظاهر خداعة يتبين فيما بعد أنها محض سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً، قال تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ. {البقرة:216}.
وأما هذه الأشياء التي أشرت إليها بالأرقام في نهاية السؤال فلا تأثير لها فيما أفتيناك به.
وإذا أردت الزواج من امرأة فأعلم أنه يكفيك أن تسأل من يعرفها من الثقات عن دينها وخلقها، فإذا أثنوا عليها خيراً رأيتها الرؤية الشرعية واستخرت الله تعالى في أمرها، فإن كان في زوجك منها خيرا يسره الله لك بمنه وكرمه، وانظر الفتوى رقم: 19333 وهي عن الاستخارة في النكاح.
والله أعلم.