الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه يجوز للإنسان طلب الدعاء من غيره مع مراعاة ما يلي:
1- ألا يعتاد الإنسان ذلك ويتوانى في الدعاء لنفسه .
2- أن لا يخشى اغترار المطلوب منه ، وإعجابه بنفسه .
3- أن يقصد بذلك نفع نفسه ونفع المطلوب منه، لأن الملائكة تؤمن على دعائه حين يدعو لأخيه بظهر الغيب.
وفي صحيح مسلم مرفوعا: دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة، عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل.
فعلى ذلك ينبغي للمسلم إذا طلب الدعاء من أخيه المسلم أن يكون ذلك بقصد نفع المسؤول بالتسبب في ما يحصل من خير الدعاء لإخوانه.
وأما من طلب الدعاء من غيره لينتفع هو فقط بذلك الدعاء، فإنه وإن كان قد فعل جائزًا لكنه خلاف الأولى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى: ومن قال لغيره من الناس: ادع لي - أو لنا - وقصد أن ينتفع ذلك المأمور بالدعاء وينتفع هو أيضًا بأمره، وبفعل ذلك المأمور به كما يأمره بسائر فعل الخير فهو مقتدٍ بالنبي صلى الله عليه وسلم مؤتم به ليس هذا من السؤال المرجوح، وأما إن لم يكن مقصوده إلا طلب حاجته لم يقصد نفع ذلك والإحسان إليه، فهذا ليس من المقتدين بالرسول المؤتمين به في ذلك، بل هذا من السؤال المرجوح الذي تركه إلى الرغبة إلى الله ورسوله أفضل من الرغبة إلى المخلوق وسؤاله. انتهىـ
وقد سبقت فتوى عن طلب الدعاء من الغير برقم: 18397 .
والله أعلم.