الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز العمل فيما فيه إعانة على المعصية ولو كان ذلك بغسل الكؤوس التي يقدم فيها الخمر، فكل من أعان في تهيئة شرب الخمر فقد أثم وارتكب حراماً، لما رواه ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَعَنَ الله الْخَمْرَ، وَشَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إليه. رواه الإمام أحمد وأبو داود.
ومن جملة من يعين في شرب الخمر من هيأ الأواني للشرب فيها وأعدها ونظفها.
وكذلك فإن بيع الخمر والخنزير محرم، لما رواه البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح يقول: إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةِ وَالْخِنْزِيرِ وَالْأَصْنَامِ .
فلا يجوز الإعانة على بيعهما بأي نوع من أنواع الإعانة .
وقد نهى الله تعالى عن التعاون على الإثم والعدوان فقال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ. {المائدة:2}.
فلا يجوز العمل في هذه الأشياء إلا للمضطر الذي إن لم يفعل هلك أو قارب على الهلاك هو أو من يعولهم ،
ولمزيد الفائدة يمكنك مراجعة الفتاوى الآتية أرقامها: 5816، 2049، 33192، 106800، 116319، 120697.
وراجع للأهمية حكم الإقامة في بلاد الكفر في الفتويين رقم: 2007، 1131.
ونسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق، وأن يغنيك بفضله عمن سواه.
والله أعلم.