الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإقامة المحاضرات في الأسواق والمجمعات التجارية أمر حسن، فقد يوجد في هذه الأماكن من الناس من لا يمكن دعوته أو تعريفه بالدين إلا من خلالها، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في السوق، بل وتجمعات المشركين، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر: فقالوا -كما حكى الله عنهم في قوله سبحانه-: وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا. {الفرقان:7}. وروى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فنالت أصابعه بللا فقال: ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال: أصابته السماء يا رسول الله قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، من غش فليس مني.
فوجود الفاسدين من الشباب والشابات ليس بمانع شرعا من القيام بالدعوة في هذه الأماكن، بل إن ذلك من بواعث الاهتمام بتبليغ دين الله تعالى لهؤلاء الناس، ووعظهم وتذكيرهم.
وينبغي حينئذ للمحاضر أن يبين حكم الاختلاط ويشرح مساوئه ومفاسده، ويتكلم عما تشتمل عليه تلك الأماكن من الفساد.
والله أعلم.