الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الدعاء على الظالم لا حرج فيه، فقد دعا نوح وموسى ومحمد صلى الله عليهم وسلم على الكفار، وقد دعا سعد وسعيد رضي الله عنهما على من ظلمهما كما في الصحيح، والظاهر والله أعلم أنه لا يستوي في الأجر من عفا وصبر وكظم وغفر مع من لم يعف ودعا على الظالم.
لأن الدعاء على الظالم يعتبر من الاقتصاص المباح، ولا شك أن الصبر والعفو عنه أفضل فقد قال تعالى: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ { الشورى:40}
فأباح في الآية الأولى المجازاة للظالم المسيء بالمثل، ورغب في العفو والصبر بعد ذلك. ويروى عن الإمام أحمد أنه قال: الدعاء قصاص، فمن دعا فما صبر. كذا في مطالب أولي النهي للشيخ مصطفى الرحبياني. وقد ذكر بعض أهل العلم أن الأفضل عدم الدعاء على الظالم إن لم يكن ظلمه عاما، وأما إذا عم ظلمه فالأفضل الدعاء عليه ليكف الله بأسه عن الأمة.
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الفتاوى ذات الأرقام التالية: 54408، 20322، 118283، 119271.
والله أعلم.