الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يجوز للمسلم أن يتسبب لنفسه أو لغيره فيما يضره في دينه أو بدنه أو عقله أو ماله. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه مالك في الموطأ وغيره.
وتناول الشخص للدواء هو من قدر الله تعالى وقضائه، وكل ما يجري في هذا الكون هو بقدر الله تعالى وقضائه؛ كما قال تعالى: إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ. {القمر:49}.
وعلى هذا الشخص الذي تسبب في تدهور صحته أن يتداوى مما أصابه وذلك لا يتنافى مع القدر، فالتداوي من الأسباب التي هي من الشرع ونتيجة ذلك هي من قدر الله تعالى وقضائه، وقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى استعمال الدواء بقوله: عباد الله تداووا، فإن الله ما وضع داء إلا وضع له دواء إلا داء واحدا، فسئل عنه فقال: الهرم. رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن وصححه الترمذي والحاكم.
ولا شك أن من صبر على ما أصيب به من أمراض وغيرها إيمانا واحتسابا أثيب على ذلك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. رواه البخاري ومسلم
وللمزيد عن التداوي وحكمه نرجو الاطلاع على الفتويين: 30645، 27266.
والله أعلم.