الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعمل المرأة إذا اشتمل على خلوة بالرجال الأجانب أو اختلاط لا تؤمن معه الفتنة فهو غير جائز، وانظري الفتويين رقم: 522، 37294 .
أمّا عن سؤالك، فما تفعله هذه الفتاة من الجلوس مع الشاب والكلام معه دون حاجة فهو أمر منكر مخالف للشرع، وسلوك يتنافى مع أخلاق الإسلام وآدابه.
وننبهك إلى أنّ قولك عن علاقتها به: اعتقدنا أنها صداقة، يفهم منه أنّه لا حرج في الصداقة بين الرجال والنساء الأجانب، وهو خطأ، فإن الشرع لا يقر صداقة بين رجل وامرأة أجنبية.
كما أنّ مشاركتك لها بالجلوس مع الشاب لدرء الشبهات عنهما، هو خطأ بلا شك، وإنما الصواب هو تقديم النصح لها وبيان حكم الشرع بعدم جواز إقامة علاقة بين رجل وامرأة أجنبية والكلام معه بدون حاجة، فإذا لم تستجب فعليك هجرها ومقاطعتها إذا رأيت أنّ ذلك قد يردها إلى الصواب.
واعلمي أن الستر على المسلمين مطلوب شرعاً، لكن إذا كان الإنسان يتمادى في الخطأ فالصواب حينئذ إبلاغ من يقدر على تغيير المنكر ومنع هذا الخطأ.
وأمّا ما قاله بعض الناس، إن الله يغفر للزاني والزانية وعقاب المتستر عليهم أشد، فهو غير صحيح، فإنّه وإن كان التستّر على المنكر والفواحش أمر شنيع إلا أنه لا يصل لدرجة الزنى.
والذي نوصيك به هو ترك هذا العمل الذي يختلط فيه الرجال والنساء، وإذا كنت بحاجة للعمل فعليك أن تبحثي عن عمل لا يكون فيه مخالطة للرجال، فإن تعذّر ذلك وكنت بحاجة شديدة للعمل، فالواجب عليك التزام حدود الله والتأدب بآداب الشرع، فإذا احتجت للتعامل مع الرجال الأجانب فالواجب أن يكون ذلك بدون خلوة مع الالتزام بالحجاب الشرعي والحرص على غض البصر، وأن يكون الكلام بجدٍ واحتشام بعيداً عن الليونة والتبسط وإزالة الكلفة وأن يقتصر على قدر الحاجة، وعليك بالحرص على مصاحبة الصالحات وتعلّم ما يلزمك من أحكام الشرع.
وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 78716 .
والله أعلم.